/مختارات من تاريخ تمالوس القديم، إلى المقاومة الشعبية، ثم الحركة الوطنية وثورة نوفمبر 54
إعداد : ا: صالح جرابتقديــــــــــــــــــــــــــــــــــم:نظرا لطلب بعض الشباب المستنير مني أن أساهم في وضع بعض الحقائق التاريخية، أمام الجيل الجديد علها تكون له سندا يستدل بها للتعبير عن مشاعره، وحبه لوطنه، وتمتن علاقته بتاريخ بلاده...رأيت أن أقدم ملخضا ولو يسيرا يلقي الضوء على تاريخ منطقة تمالوس ، و دورها المشرف في الساحة الوطنية ، ابتداءا من المقاومة الشعبية ، إلى الثورة التحريرية، ومن خلال ثلاثة قرون من المقاومة، علني أساهم في إضاءة الطريق أمامه، فنعيد له الثقة بنفسة ،نربأ به ان يعود إلى حضن الوطن ، المفدى.خاصة وأن كثيرا من رجالات و نساء تمالوس، قد استشهدوا خلال الثورة التحريرية المسلحة ، دفاعا عن الوطن، وبقي الجيل الجديد بحاجة إلى من يأخذ بيده، ويعيد له الأمل.1- يعود تاريخ منطقة تمالوس ولاية سكيكدة إلى (3500) سنة قبل الميلاد، أي إلى العصر الحجري الثالث الجديد ( النيالوتي). وتمثله شواهد قبور الدولمين (المائدة) المتواجدة بكثرة في ربوع المنطقة.وخاصة في الجهة الشمالية و الشرقية، وبها عديد الكهوف، و المغارات، و الأشكال الحجرية المجسمة ، لمخلوقات عجيبة، لازالت ماثلة، تدل على أحداث ، وحكايات، وأساطير، لازالت متداولة بين العامة،،،في انتظار الباحثين و المؤرخين...2- مر عليها عديد الأقوام، والحضارات عبر التاريخ، من بربر، وفينيقيين،ورومان،وبيزنطيين،و وندال، إلا أن جاء الفتح الإسلامي، وتبعه عصر الدويلات الصغيرة في الشرق الجزائري، والتي امتدت إلى تمالوس غرب سكيكدة، فكانت الدولة الأغلبية،والفاطمية، و الصنهاجية، والهلالية، والحمادية، ثم الموحدون و الحفصيون.فالاحتلال الاسباني الذي جوبه بالمقاومة الشعبية، إلا أن جاء العهد التركي، الذي لم يخلف بها أثر ماديا.فالاحتلال الفرنسي الذي دام ما يقارب (132) سنة، ثم الثورة التحريرية (1954)، إلى الاستقلال الوطني عام 1962.0003- بناية تاريخية ببلدية تمالوس لم تسلم من هجوم الإسبان عليها في القرن الربع عشر (1492-1792)أثناء المقاومة الشعبية ، لما لحق الأسبان أثر المقاومين بها ، الا أن و صلوها ، فقاموا بحرقها بعد أن استولوا على ما بها من حبوب و حرير،،، و على مرأى من الجميع قامت بلدية تمالوس بتمليكها لبعض المدعين ، في الترة الممتدة ما بين (1975-1979) و طمس معالم الآثار الباقية بها .4- اقام بها في ثغر شاطئ واد لحجر ، شمال تمالوس بابا عروج، و أخيه خير الدين باربروس، التركيان في القرن (17)، عندما استنجدت بهما إيالة الجزائر، و كان يجوبان البحر الأبيض المتوسط حتى طنجة بالمغرب الأقصى، فأسرعا لنجدتها باعتبارها دولة إسلامية.5- من أقدم المساجدية في الجهة الشمالية بتمالوس أربع مساجد ،تعود إلى فترة المقاومة الشعبية في منطقة تمالوس وهي : مسجد بوخلفون، ومسجد بولمعيز، ومسجد سيدي الحدادي، ومسجد سيدي عمر. وكانت هذه المساجد تحمي المقاومة الشعبية، وتدعم العقيدة الإسلامية ، وهي اليوم في حاجة إلى إحيائها، وترميمها و العناية بها.6- كانت إلى جانب قبيلة بني مهنة بتمالوس، قبيلة بني تنفوت من أوائل الملبين لنجدة، ومساندة أحمد باي بقسنطينة سنة 1836 لمواجهة القوات الفرنسية القادمة من عنابة و المهاجمة لقسنطينة.7- ساندت قبيلة بني مهنة المقاوم الشعبي سي زغدود بن قويدر الذي يكنى بسلطان الجبال عندما استنجد بها.واحتضنته في جبال العتبة، و أمدته برجالها لمقاومة القوات الفرنسية ، في هجومها على سكيكدة، إلا أن قتل في عملية خيانة من حارسه شرق سكيكدة ، بالقرب من عزابة بتاريخ 03/03/1843.8- على ضفاف واد قبلي قتل الكومندان الفرنسي-راندون- من طرف المقاومة الشعبية ، و هو الواد الذي يمر في قلب مدينة تمالوس ، و يقسمها إلى قسمين، ويمتد على مسافة 50 كلم ، إذ ينبع من جبل سيدي دريس ببني ولبان ، و يصب في شاطئ ام القصب بالقل.9- البرج و البئر و القايد، اما البرج فهو فهو اسم لمقر القايد الذي كان يحكم على الناس، ومنه يقود المجتمع، و يتحكم فيه، ومنه يعطي الأوامر لرجاله و حراسه للبطش بالمخالفين للقوانين التي أصدرها باسمه. أما البئر فهو مكان رمي الجثث المقطوعة الرؤوس، والتي تعلق بدورها على الأعمدة في مدخل السوق القديم، عبرة لمن يخالف أوامره أو لإعلاام العامة المحكوم عليهم من طرفه. القايد هو الحاكم بمثابة رئيس البلدية اليوم .ينصب من قبل السلطة التي و ضعته فكان يمثل الحكم التركي ثم جاء بعده الحاكم الفرنسي بالبلدية .10- من علمائها الأجلاء صالح بن محمد بن مهنا التاملوسي، ناشر السلفية الجهادية، و الشيخ سعيود محمد الطاهر الدمناوي، و الشيخ مطاطلة عمر ،،، و كثير من الشيوخ الفضلاء، و العلماء الأجلاء .11- أول مدرسة تعليمية أقيمت بتمالوس كانت في 1876 بعين الشرايع و تخرج منها العديد من الشخصيات الوطنية، و هي لازالت قائمة مند 132 سنة تباشر عملها إلى اليوم، وتدعى مدرسة (عين الشرايع ) و هناك مدارس أخرى أقيمت في نفس الفترة كمدرسة الدمنية(21) ومدرسة العتبة و مدرسة سيدي منصور بالعتبة ايضا ، ومدرسة عين الطابية(بوجردان).12- قتل المعمر الفرنسي"توراس" الذي كان يقيم في مصلحة شق الطرق في المنطقة ببلدية تمالوس، إذ قام بشق طريق سطيحة عام 1936 بين تمالوس و سكيكدة، قتل بعيارات نارية عام 1947 من طرف الثوار على مبعدة من مقر إقامته، في الشارع الرئيسي للبلدية، إذ اشتهر بشراء أملاك المواطنين ، أو الاستيلاء عليها بالقوة ، و إعادة بيعها مستغلا فقر الناس و خوفهم.13- زارها وخطب في سوقها القديم الزعيم فرحات عباس سنة (1946). مثلما زارها عديد الزعماء في الحركة الوطنية ومنهم أحمد بومنجل، وبن جلول.... ويعود تاريخ إنشاء سوقها القديم إلى عام 1901. و الذي يعد من أكبر الأسواق التقليدية في الشرق الجزائري بعد سوق الخروب، وسوق الحروش.14- تعتبر منطقة تمالوس من أقدم المناطق النشطة في الحركة الوطنية، فكانت بها عدة أحزاب و جمعيات وطنية هي: 1) جمعية العلماء المسلمين (1931)2)حزب إتحاد الشعب الجزائري(1938)3) حزب أحباب البيان و الحرية (1938)4)الحزب الإسلامي الاشتراكي(1946)5) حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري(1946)6) حزب جبهة التحرير الوطني (1954)00015- أول اجتماع لتحضير ثورة نوفمبر 1954 قبل اندلاعها بأربعة أيام أي في 26 أكتوبر 1954 تم في دوار العتبة شمال بلدية تمالوس بواد الكاف _طبة لمروجات _ تحت إشراف المجاهد الكبير " محمد دماغ العتروس"و المجاهد لصاق عبد الحميد، والمجاهد" مسعود جلاب" وفيه قرئ بيان أول نوفمبر 1954 على مجاهدي دوار العتبة من طرف المجاهد دماغ العتروس المرسل من طرف القيادة الثورية إلى الجهة الغربية من سكيكدة،.16- أول عملية مباشرة ضد العدو الفرنسي ببلدية تمالوس ، قام بها المجاهد الكبير و البطل المغوار- علوش بوقرة- المدعو" امبارك" ، في عين الشرفة شرق البلدية سنة 1955، تزامنا مع معركة واد بوكركر الشهيرة، و التي استشهد فيها البطل الشهيد ديدوش مراد في 18 جانفي 1955 .والبطل علوش بوقرة يعد من ابطال 20اوث 1955 في الهجوم على القل و الذي فقد عينه بها في الشارع الرئيسي للمدينة،وتابع المعركة بعد أن عصب له أحد الموطنين عينه المفقودة، وتابع المعركة طيلة أربع ساعات، إلا أن انتهى الهجوم ، توفي مؤخرا _ رحمه الله واسكنه فسيح جنانه _، إذ دفن في مقبرة المدينة مسقط رأسه بتمالوس في جنازة مهيبة.17- قام الثوار بإفشال المشروع الاستراتيجي الذي كانت فرنسا تهدف من ورائه ضرب عمق الثورة في بدايتها، و القضاء عليها في مهدها، غرب سكيكدة إذ قام مجموعة من الثوار بقيادة الشهيد الطاهر جواد بحرق جرافة شق الطرق الجبلية التي يسميها سكان المنطقة (الطانق)بتاريخ 13/06/1955 بدوار العتبة بمكان يدعى(الطروة)، قبل أن تشرع في عملها، وكان العدو الفرنسي يهدف من وراء ذلك إلى تعرية و كشف غابات العتبة (جبال كتامة) الكثيفة. و الالتفاف على الثورة بها، وتقسيمها إلى كانثونات ، حتى يسهل محاصرتها ، ومراقبتها ، والتحكم فيها. ومنع تموين الجهة الغربية لدائرة سكيكدة آنذاك ، بالعدة و العتاد، وقطع الاتصالات مع الثورة، وتعد أول جرافة عسكرية في قالب مدني، استعملت لمحاصرة الثورة ، و القضاء عليها ، في بدايتها الأولى في الجهة الغربية ، بأعالي تمالوس ، و تعد هذه الجرافة الأولى ،يؤتى بها للمنطقة أول مرة ، و هي لاتزال شاهدة على الهزيمة النكراء ، التي ألحقت بفرنسا المستعمرة في مشروعها الأول، بغابات العتبة الكثيفة بتمالوس، دائرة سكيكدة انداك . و نقلت الى القل بعد الاستقلال ، ولا تزال مهملة . أما الجرافة الثانية فاستعملت بعد شهرين من طرف العدو الفرنسي في دفن أحياء 20 أوث1955 ببلدية سكيكدة ، وهي لاتزال معروضة أمام الملعب البلدي بسكيكدة ،كشاهد على جرائم الاستعمار الفرنسي.18- أعدم السجين بوشحمة عبد الله بن لخضر بالمقصلة سنة 1956 في سجن الكدية بقسنطينة و هو من مجاهدي الرعيل الأول بتمالوس (العتبة)و إلى جانبه رفيقه قدوس بومنجل، وشواف حسين بن رابح، وبولكروة صالح بن مسعود19- أقيم بها الاختيار الثالث لمؤتمر الصومام 1955 في قرية بوالزعرور غرب تمالوس على بعد خمس كيلومترات، ونظر لوقوع حادثة شهيرة غير منتظرة ،حول المؤتمر إلى بومرداس قرب العاصمة ، فكشف الأمر أيضا ، ثم اعيد مرة أخرى إلى واد الصومام ببجاية ، إلى قرية اوزلاقن . حيث تم انعقاده إذ كاد أن يتم انعقاده أول الأمر في سوق أهراس (بالمشروحة)، بالحدود الجزائرية، ثم حول إلى قالمة. وفي كل مرة ينكشف الأمر، فيغير المكان. وهذا بعد عام من انطلاق ثورة نوفمبر 1954.20- تعد تمالوس من أكبر المشاركين في 20 أوث 1955 بالجهة الغربية، وقتل العديد من أبنائها الأشاوس في شوارع القل ، و نكل بهم من طرف المستعمر الفرنسي، ولم يسمى ولو شارع واحد باسم أحدهم تكريما لشهداء الوطن، وتذكيرا بأبناء الجزائر الأحرار.21- حدثت بها أكثر من 22 معركة مسلحة و هجوم منظم، أثناء الثورة التحريرية المباركة (1954-1962)، ومن أكبر معاركها معركة واد زقار الشهيرة، بين عين قشرة و تمالوس، عام 1956 في الجهة الغربية من سكيكدة.22- أسقطت بها (03) طائرات حربية إبان الثورة التحريرية، واحدة بالحرشة (تعابنة) شرق تمالوس، وواحدة بشاطئ واد لحجر بالعتبة، شمال تمالوس، والثالثة شرق الدمنية (21) حاليا (ميرة السعيد)، ولاتزال هذه الطائرات في متحف الهواء الطلق لم يكتب تاريخها بعد23- كانت مغارة" خرف الله" بعين الطابية جنوب تمالوس ملجأ لحماية الثورة و الثوار، و مكانا يختبئ بها جنود جيش التحرير الوطني لتحضير خططهم الحربية.000024- أقيمت بها زمن الثورة التحريرية قرية خلفية لدعم الكفاح المسلح بها مطحنة للحبوب تسير بالطاقة المائية (جلبت من ألمانيا الشرقية) و مستشفى للمرضى و المصابين ، و مركز للتموين ، و خياطة الألبسة، ومحكمة لمحاكمة الخونة، ودار للبريد و الاتصالات،،،25- أقيمت بها أثناء الثورة التحريرية أكبر المحتشدات في غرب سكيكدة (العتبة- التعابنة- الدمنية- عين طابية) و عدت من البلديات المختلطة، ثم من المناطق المحرمة، ونزلت بها أكبر قوة استعمارية غاشمة ، و تعرض سكانها إلى القتل و التدمير و الاغتيال و التنكيل و التهجير و التشريد، و التعذيب و التوقيف ، و التجويع و الاستنطاق، ودمرت القرى و أحرقت الزروع و الممتلكات، ما إلى ذلك...26- من نساء تمالوس المجاهدات، الشهيدات اللائي حملن السلاح في وجه العدو الفرنسي بركات الزهرة (1913-1959) زعير زينب (1937-1960)، لبادي الويزة(1957-1961)، بوبقر نوارة (1923-1959)، وغيرهن كثيرات...27- المجاهدة السجينة المحكوم عليها بالإعدام (مزجري فضية) بنت محمد رفيقة المجاهدة الجزائرية الكبيرة (جميلة بوحيرد)- أمد الله في عمرها-قضت معا في زنزانة واحدة في سجن برباروس(02) سنة(1960-1962) ولدت هذه الايقونة في 1908 و توفيت في سنة 1975 في مسقط رأسها بتمالوس و لا أحد عرف بها أو ذكر مكانتها، ماتت موت العظماء في وطنها بصمت – رحمها الله و اسكنها فسيح جنانه.28- شهداء تمالوس مازال بعضهم في " رمضان جمال" ، وفي غابات العتبة" ، في حاجة إلى لم الشمل في مقبرة واحدة لإراحتهم و التذكير بهم. حفاظا على حرمة الذاكرة الوطنية، و ثورة نوفمبر1954 و لجبر قلوب ذويهم.29- عاش في غابات العتبة (جبال كتامة) أغلب قادة الثورة التحريرية، واحتموا بها مثل البطل زيغود يوسف، علي كافي، عمار شطايبي، الطاهر جواد، صالح بوالكروة، موسى بوالكروة... وتركوا فيها آثارا مشهودة، تذكر بهم، أو تدل عليهم.00030- من آثار تمالوس المخفية كجريمة في حق التاريخ، مازالت قائمة" الساعة الرومانية الظلية ، مصنوعة من الحجر و تدور بالظل ، تعود إلى العهد الروماني . استولى عليها رئيس مصلحة أشغال الطرق فرع تمالوس، وأخذها إلى منزله بالقل و هي لازالت في عهدته .31- من آثار تمالوس "المهراس الأمازيغي الحجري" الذي يعود إلى ما قبل التاريخ ، و الذي نقل من طرف عمال بلدية تمالوس إلى جهة مجهولة ، قبل ثلاثة سنوات أي سنة 2014 و أخذ إلى مكان مجهول.32- اخفاء أرشيف الحالة المدنية الخاص بالفترة العثمانية و الفرنسية لبلدية تمالوس.إذ نقل في شاحنتين من طرف عمال البلدية بأمر من رئيس البلدية و الكاتب العام للفترة (1971-1975) إلى جهة مجهولة، و لحد الآن يجهل مكان اخفائه.33- بعض قبور الدولمين، التي تعود إلى ماقبل التاريخ حطم و كسر و استعمل في البناء الفوضوي من طرف بعض المعتدين على مرأى و مسمع من طرف بلدية تمالوس في كدية الرفيس ، داخل المحيط العمراني، وفي التعابنة (البحرية) شرق البلدية.34- شاطئ واد بيبي هو في الاصل كان جزءا منه ، مبناء فينيقيا، نزلت به قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، أواخر عام 1945. ويعد واحد من ثلاثة شواطئ بتمالوس. هما شاطئ واد لحجر، وشاطئ زقور. وتمتد هذه الشواطئ الثلاثة على طول 3000م، وشاطئ واد بيبي من اجمل الشواطئ في العالم. وهو تابع لبدية تمالوس. باعتبارها بلدية ساحلية، ولا يزال ينتظر الافراج عنه رسميا، اما شعبيا فهو يعج كل سنة بالمصطافين، حتى من خارج الوطن
0 Comments